يضم 400 نازح.. ملهى في بيروت يتحول إلى مأوى للهاربين من القصف
يضم 400 نازح.. ملهى في بيروت يتحول إلى مأوى للهاربين من القصف
في قلب بيروت، وتحديدًا داخل جدران أحد أفخم الملاهي الليلية الذي كان يرمز للحياة المترفة، يعيش اليوم 400 نازح هربوا من القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان وضواحي بيروت الجنوبية. المكان الذي كان يُعرف بأضوائه الكثيرة وموسيقاه الصاخبة تحول الآن إلى ملاذ آمن تملأه الأسرّة وأكوام البطانيات، في محاولة لتوفير الحماية والراحة لهؤلاء الذين فقدوا منازلهم.
واقع قاسٍ
يجلس علي أحمد، مع 11 فردًا من عائلته في زاوية مخصصة لكبار الشخصيات، وهو يعبر عن امتنانهم للاستقبال الذي لاقوه في الملهى الذي لم يعرفه إلا عبر شاشة التلفزيون.
بضحكة قصيرة يتحدث عن سخرية القدر، إلا أن ملامحه سرعان ما تتحول إلى الجدية حين يتذكر تفاصيل هروبه من القصف. وفق صحيفة الغارديان البريطانية.
بالنسبة لأحمد، يعد هذا المكان نعمة وسط الفوضى، حيث تتوفر لهم احتياجات أساسية مثل الطعام المنتظم وحمامات نظيفة، وخصوصية تفتقدها الكثير من الملاجئ المؤقتة التي تعج بالنازحين في أنحاء البلاد.
تحول الملهى إلى مأوى
ما كان في السابق مكانًا للاحتفال تحت الأضواء المبهرة أصبح اليوم مأوى للنازحين، حيث يحتل هؤلاء الأشخاص كل زاوية من المكان؛ أرضيات الملهى المزينة بالأسود لم تعد سوى مشهد من مشاهد الأزمة الإنسانية التي تواجه لبنان.
أزمة نزوح واسعة النطاق
ما يشهده هذا الملهى ما هو إلا جزء صغير من أزمة نزوح أوسع بكثير. فوفقًا للأمم المتحدة، نزح أكثر من 1.2 مليون شخص في لبنان حتى الآن، وتجاوز عدد الملاجئ الحكومية الـ900 ملجأ، وهي الآن ممتلئة بالكامل.
مبادرة إنسانية
بمبادرة إنسانية من صاحب الملهى، فتح أبوابه أمام النازحين بعدما رأى الكثير من العائلات تفترش الشوارع القريبة بحثًا عن مأوى. واليوم، أصبح موظفو الملهى يعملون على توفير الاحتياجات اليومية للنازحين الذين لجؤوا إلى هذا المكان في وقت عصيب.
وتتفاقم الأوضاع الإنسانية في لبنان بسبب القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، مع توغل إسرائيلي بري في الجنوب اللبناني، مما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان واللاجئين بجانب مقتل وإصابة الآلاف.
منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر 2023، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
ويستهدف حزب الله بشكل رئيسي مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنّها من جنوب لبنان يقول إنها "دعما" لغزة و"إسنادا" لمقاومتها. وترد إسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى عسكرية" تابعة للحزب، إضافة إلى تحركات مقاتليه.